وقعت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، والسيد رولي كيتينغ، الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية، اتفاقية تمديد الشراكة بينهما، اليوم، بمكتبة قطر الوطنية. وستبدأ المرحلة الثالثة من الشراكة في يناير 2019، لمواصلة رقمنة وثائق المكتبة البريطانية وسجلاتها التاريخية المهمة حول منطقة الخليج.
ويُعدّ مشروع الشراكة بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية، الذي بدأ في عام2012 ، من أكبر مشاريع الرقمنة في المنطقة. وأثمرت مرحلتاه الأوليان عن رقمنة مليون ونصف مليون صفحة متاحة الآن للجميع عبر الإنترنت، من خلال بوابة مكتبة قطر الرقمية (www.QDL.qa)، التي باتت منذ إطلاقها في أكتوبر 2014 أرشيفًا رقميًا إلكترونيًا مجانيًا زاره حتى الآن أكثر من مليون مستخدم.
وتشهد المرحلة الثالثة رقمنة 900 ألف صفحة جديدة من الوثائق والسجلات حول تاريخ منطقة الخليج، بالإضافة إلى مخطوطات المؤلفات العربية في مجال العلوم والطب والهندسة والفلك. وستتضمن المواد الجديدة المرقمنة حول منطقة الخليج مقاطع موسيقية وخرائط وسجلات للسفن وتقارير وخطابات ومراسلات وأوراقاً خاصة ومطبوعات تاريخية. وقال الدكتور ستيوارت هاميلتون، نائب المدير التنفيذي لشؤون العلاقات الدولية والاتصال في مكتبة قطر الوطنية: "أغلب التقارير والخطابات والوثائق التي اختيرت للمرحلة الثالثة هي محتوى جديد تمامًا على الباحثين حيث لم تكن مفهرسة، ولم تُنشر من قبل. ستسلط هذه الوثائق، التي تمثل جُلَّ المرحلة الثالثة، ضوءًا جديدًا على تاريخ قطر والخليج. ونعتقد أن الجمهور سينجذب لسجلات سفن شركة الهند الشرقية خلال الفترة من القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، بعد تحويلها إلى خرائط رقمية تمكّن المشاهدين من متابعة رحلة كل سفينة، والتعرف على الزيادة المطردة في عدد عمليات الشحن بين الخليج والهند وبريطانيا، منذ اللحظات الأولى لاندماج منطقة الخليج في الاقتصاد العالمي".
وحول هذه الاتفاقية، صرَّحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، قائلةً: "أسفرت الشراكة مع المكتبة البريطانية عن النشر الإلكتروني لواحدة من أكبر المجموعات من السجلات التاريخية حول الشرق الأوسط. لقد كانت مكتبة قطر الرقمية مرجعًا ضخمًا ومفيدًا للباحثين في تاريخ الخليج والعلوم العربية. وستتيح المرحلة الثالثة من مشروع الرقمنة، بالشراكة مع المكتبة البريطانية، للعلماء والأكاديميين والمتخصصين حول العالم الاطلاع على مواد ووثائق تاريخية من المؤكد أنها ستثري الدراسات الحالية والجديدة حول تاريخ المنطقة".
من جانبه، صرح السيد رولي كيتينغ، الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية، قائلًا: "نحن نولي أهمية كبيرة للتعاون مع الشركاء حول العالم من أجل إثراء المعرفة الإنسانية وتعزيز الفهم المتبادل، بل إن ذلك يمثل أحد أهم أهدافنا. وقد تمكنت المكتبة البريطانية، بفضل التعاون مع مكتبة قطر الوطنية، من رقمنة مجموعاتها المتعلقة بتاريخ الخليج والعلوم العربية، وإتاحتها لملايين المستخدمين حول العالم، الأمر الذي سيفتح مجالات جديدة من البحوث والإبداع، ويُحدث ثورة في إمكانية الوصول لهذه المجموعات الثرية بالمعلومات التاريخية".