تستضيف مكتبة قطر الوطنية النسخة الثانية من منتدى "المكتبات في الصدارة" في الفترة من 19 إلى 20 مارس، ويركّز المنتدى هذا العام على أهمية القوة الناعمة للمؤسسات الثقافية مثل المعارض والمكتبات والمراكز الأرشيفية والمتاحف في توطيد العلاقات الدبلوماسية على المستوى المحلي أو العالمي.
يشارك في المنتدى خبراء ومتخصصون من المكتبات الجامعية والوطنية والمتاحف والمعارض والمراكز الثقافية من جميع أنحاء العالم للحديث عن مبادراتهم في مجال الدبلوماسية الثقافية ابتداءً من إعادة توطين مواد ومقتنيات التراث الثقافي، إلى تسهيل التبادل الثقافي في مجالات الفنون والرياضة والأدب والموسيقى والعلوم والأعمال، بالإضافة إلى إنشاء البرامج الثقافية المبتكرة لتحسين العلاقات بين المجموعات والفئات المجتمعية المتباينة.
ورغم أن الأبحاث والدراسات لم توجّه العناية الكافية لمبادرات مؤسسات الذاكرة في الدبلوماسية الثقافية، إلا أن أهمية هذه المبادرات تتجلى في المجموعات والبرامج والمعارض وشراكات التعاون التي تمثل المصالح الوطنية والعلاقات الدولية. ولهذا، يهدف منتدى "المكتبات في الصدارة" إلى تسليط الضوء على أهمية هذه المبادرات في تعزيز تبادل الأفكار والقيم والتقاليد لتوطيد العلاقات وتعزيز التعاون محليًا ودوليًا.
يلقي الكلمات الافتتاحية للمنتدى التي تتمحور حول دور المكتبات في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، كل من سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، ونخبة من كبار الشخصيات منهم الدكتور نبهان الحراصي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات.
وحول أهمية المنتدى، علّق سعادة الدكتور الكواري قائلًا: "يقدم منتدى "المكتبات في الصدارة" منبرًا لتبادل المعرفة والخبرات والتعاون بين أخصائيي المكتبات والمعلومات وسفراء الثقافة لمجتمعاتهم وأوطانهم. والثقافة بكل أبعادها وجوانبها المركّبة والمتعددة تقرب بين الشعوب والأمم، وللمؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في أي بلد دور لا غنى عنه في "رسم" ملامح الهوية الثقافية لهذا البلد، وتقوم بدور سفراء للتواصل والمحبة والتعارف بين شعوب العالم".
وأضاف قائلا: " لا أبالغ إذا قلت إن الدبلوماسية الثقافية من الأعمدة الرئيسية التي تشكّل رسالة مكتبة قطر الوطنية ورؤيتها وجهودها منذ اللحظة الأولى لتأسيسها وحتى الوقت الراهن. فلم تكن مكتبة قطر الوطنية سفيرًا لقيم الثقافة والمعرفة والعلوم والإبداع فحسب، بل كانت وستظل بالقدر نفسه سفيرًا لثقافتها وهويتها ولغتها وتراثها".
وحول النسخة الثانية من المنتدى صرّحت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، بقولها: "يسرنا دعوة كل المهتمين والمعنيين بالمشاركة في النسخة الثانية من منتدى "المكتبات في الصدارة"، الذي يتيح فرصة فريدة لتبادل الخبرات والأفكار وتسليط الضوء على جهود ومبادرات الدبلوماسية الثقافية في مكتبة قطر الوطنية لحفظ التراث الثقافي لأجيال المستقبل. وفي هذا المنتدى يتعلم أخصائيو المكتبات من خبرات وتجارب زملائهم، ويستكشفون معًا وسائل مبتكرة لتعزيز الثقافة وتأثيرها في توطيد علاقات التعاون محليًا وعالميًا".
وفي اليوم الأول للمنتدى، تلقي سعادة الشيخة علياء بنت أحمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الأمم المتحدة، في فيديو مسجّل كلمة حول "مؤسسات الدبلوماسية الثقافية القطرية ودورها في تفعيل القوة الناعمة وتعزيزها"، بينما تتحدث سوزان باركر ليفي وبولواتيف أجبيلوسي من متحف الفن الإسلامي عن "موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأداة للدبلوماسية الثقافية".
وضمن فعاليات اليوم الأول كذلك، تسلّط عروض الملصقات الضوء على الأبعاد المختلفة للأدوار الدبلوماسية التي تضطلع بها المؤسسات الثقافية، ومن أبرزها "العالم عند أطراف أصابعنا" الذي تقدمه العنود عبد الله الكعبي، وحسين جاسم الحداد، من مركز النور للمكفوفين، و"التراخيص المفتوحة في المؤسسات الثقافية: خارطة طريق للثقافة الدبلوماسية" الذي يقدمه الدكتور الوليد الخاجة، من مكتبة قطر الوطنية.
وتتواصل في اليوم الثاني فعاليات المنتدى الحافلة بالنقاشات والحوارات المتبادلة، حيث تقام ندوة نقاشية بعنوان "توظيف الثقافة لتعزيز العلاقات المحلية والإقليمية والدولية". ويلي الندوة جلسة العروض السريعة لمتحدثين وخبراء وباحثين من الجامعات القطرية والدولية حول موضوعات مختلفة مثل "المكتبات الوطنية كمحفزات سياسية" و"لاجئون أفغان شجعان يحكون قصصهم لمكتبة متحف الفن الإسلامي" و"الدور الدبلوماسي للمكتبة الوطنية الفلسطينية".
وبينما ركّزت النسخة الأولى من المنتدى في العام الماضي على دور المكتبات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، يتضمن منتدى "المكتبات في الصدارة" في نسخته الثانية حوارًا ثريًا بين الخبراء والمتخصصين حول أفضل الممارسات وفرص التعاون المشترك وابتكار صور جديدة للتفاعل الثقافي. ويتيح المنتدى في نسخته الثانية فرصة فريدة لأخصائي المكتبات وسفراء الثقافة للتواصل وتبادل الخبرات والأفكار حول مبادرات الدبلوماسية الثقافية.
لمزيد من المعلومات وللتسجيل، يرجى زيارة https://events.qnl.qa/event/JB82Y/AR.