للاحتفال باليوم الدولي الثاني لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، استضافت مكتبة قطر الوطنية ندوة نقاشية افتراضية رفيعة المستوى بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، مثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا). واستعرضت الندوة الجهود المبذولة لمكافحة تهريب الآثار والتراث الوثائقي في المنطقة والاتجار غير القانوني فيهما.
وكان سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قد ألقى الكلمة الرئيسية الافتتاحية في الندوة، وبعدها سلّط ضيفا الندوة، وهما السيدة باربارا ليسون، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) والدكتور محمد زين العابدين، مدير قطاع الثقافة والاتصال في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، الضوء على أهمية حماية التراث، في حين ألقت السيدة وسوم تان، المدير التنفيذي، مكتبة قطر الوطنية، الكلمة الختامية للندوة.
وبهذه المناسبة صرّح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلًا: "لئن كان الاتّجارُ غير المشروع بالممتلكات الثقافيّة ليس بظاهرة جديدة، فإنّ وتيرته ارتفعت خلال السنوات الأخيرة، خاصّة في عالمنا العربي لما تزخر به هذه المنطقة من ممتلكات ثقافيّة وخزان تراثي وآثاري ثريّ، فهي المنطقة التي انبثقت منها الأديان السماويّة وشكّلت منذ فجر التاريخ مهدًا للحضارات. وللأسف عانت هذه المنطقة من نزاعات عسكريّة مستمرّة ومدمّرة ذات طابع دولي ومحلّي".
وأضاف سعادته قائلًا: "ونحن نحتفل باليوم الدولي الثاني لمكافحة الاتجار غير المشروع ﺑﺎلممتلكات الثقافية، لدي ثقة تامة في قدرتنا على الحيلولة دون فقد المواد التراثية النادرة والقيمة إذا تحالفنا وتكاتفنا وعملنا سويًا كفريق واحد يضم كل الجهات المعنية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي لنصل إلى الحلول العملية والواقعية التي تحمي تراثنا وتصونه. إننا جميعًا نحمل على عاتقنا مسؤولية حماية تاريخنا والدفاع عنه ضد الأخطار المحدقة به لنتيح لأجيال المستقبل الاتصال بماضيهم والحفاظ على ذاكرتهم وهويتهم الثقافية".
تناولت الندوة المبادرات التي اتخذتها المكتبة لحماية التراث الوثائقي من السرقة ومكافحة التداول غير القانوني بالمواد الثقافية والتاريخية، ومن أبرزها مشروع «حماية»، وهو المبادرة العملية الأولى من نوعها في المنطقة التي تركّز على التراث الوثائقي فقط من المخطوطات والكتب القديمة. وتحرص المكتبة على تنظيم الندوات والدورات التدريبية التي تعزز الوعي حول العالم بقضايا التهريب المستمرة وتأمل في تكاتف الجهات العالمية لحماية ذاكرة العالم من الاندثار.
جدير بالذكر أن اليوم الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية قد أقره المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في 2019 وبدأ الاحتفال به للمرة الأولى في 14 نوفمبر 2020، ويهدف هذا اليوم إلى إذكاء الوعي بالاتجار غير المشروع بالمواد التراثية الثقافية وحث الجهات والمنظمات الدولية على تنسيق الجهود والتعاون لمكافحة فقدان الممتلكات الثقافية وتدميرها.
لمعرفة المزيد عن الفعاليات والمبادرات الحالية لمكتبة قطر الوطنية، يرجى زيارة صفحة الفعاليات في موقع المكتبة على الإنترنت: https://www.qnl.qa/ar/events