ي إطار جهود مكتبة قطر الوطنية المستمرة لتلبية الاحتياجات المتنوعة لجميع أفراد المجتمع، أقيمت ندوة نقاشية شارك فيها عدد من الخبراء المعنيين بقضايا واحتياجات ذوي الإعاقة لمناقشة الجهود التي تبذلها المؤسسات في دولة قطر لتوفير فرص متكافئة لذوي الإعاقة.
شارك في جلسات الندوة النقاشية التي أقيمت في 5 يونيو تحت عنوان "الإدماج الاجتماعي لذوي الإعاقة في قطر" نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف الهيئات والمؤسسات الخاصة حول جهود الدولة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على فرص متساوية في الوظائف والمشاركة في أنشطة التواصل والفعاليات المجتمعية.
شهدت الجلسة الأولى مشاركة السيد عبد الله إبراهيم الملا رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، والأستاذ الدكتور خالد النعيمي رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين، والأستاذة حمدة الهتمي رئيسة منصة أهالي التوحد، لمناقشة التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة في دولة قطر.
وقد أكد السيد عبد الله إبراهيم الملا في كلمته على حاجة الدولة الماسة والملحة إلى مترجمي لغة الإشارة من أجل تعزيز التواصل مع فئة الصُّم وضعاف السمع، وأهمية توفير دورات تعليمية للغة الإشارة، وأوضح استعداد المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم لتوفير الكوادر التدريبية اللازمة لإقامة هذه الدورات التعليمية والورش التدريبية على لغة الإشارة.
كانت سياسات منظمات ذوي الإعاقة والأبحاث المتقدمة في مجال الإعاقة محور الجلسة النقاشية الثانية التي شارك فيها كل من السيد مايك بارك، مستشار إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مركز مدى للتكنولوجيا المساعدة في قطر، والأستاذة سبيكة شعبان، أخصائية المجلات والمنشورات الأكاديمية في جامعة حمد بن خليفة، والأستاذة غنيمة صالح الطويل، المدرسة المساعدة بجامعة حمد بن خليفة.
تضمنت الجلسات عرضًا تقديميًا حول أهم الخدمات التي تقدمها المكتبة لذوي الإعاقات الحركية والاحتياجات الخاصة والتوحد. وحول هذه الندوة، قالت السيدة عبير الكواري، مدير شؤون البحوث وخدمات التعلُّم في المكتبة: "تؤكد الندوة التزام المكتبة الراسخ بتلبية الاحتياجات الفريدة لكل فرد من أفراد المجتمع بغض النظر عن خلفيته أو قدراته. وتحرص المكتبة منذ تأسيسها على تعزيز قيم المساواة والتنوع والإدماج والوصول لمصادر المعرفة، وتشكل هذه المبادئ النبراس الذي يحدد توجهات أنشطتنا وبرامجنا".
وفرت المكتبة للندوة الترجمة الفورية من العربية للإنجليزية بالإضافة إلى الترجمة الفورية بلغة الإشارة خاصة أن عددًا كبيرًا من جمهور الندوة كانوا من ذوي الإعاقة. وتولي المكتبة منذ إنشائها اهتمامًا خاصًا لرفع مستوى الوعي بالاحتياجات الخاصة والإعاقة وسعت جاهدة لتزويد الأسر وأولياء الأمور بالمعرفة والأدوات الضرورية اللازمة لتعزيز التطور المعرفي والاجتماعي لأطفالهم.
من المصادر التي توفرها المكتبة لذوي الإعاقة مركز التكنولوجيا المساعدة الذي يتضمن عددًا كبيرًا من الأدوات والبرامج لدعم هذه الفئة من المستخدمين، بالإضافة إلى الكتب الصوتية والكتب المطبوعة بطريقة برايل، وقاعدة بيانات عبر الإنترنت لذوي الإعاقات البصرية، وغرفة حسية للأطفال والبالغين ذوي الإعاقات الحسية أو إعاقات النمو.