تحت رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية، تستضيف المكتبة معرض حدائق الأندلس خلال الفترة من 10 يونيو إلى 13 سبتمبر 2018. ويُسلط المعرض الضوء على أهمية الحدائق في الإسلام، ويقدم النباتات والأدوات وطرق البستنة التي استخدمها المسلمون في عصر الأندلس، أثناء حكمهم لشبه الجزيرة الإيبيرية من القرن الثامن إلى الخامس عشر الميلادي.
يُقام المعرض، الذي أنشأته مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد ضمن فعاليات شبكة "المشهد الثقافي للبحر المتوسط والشرق الأوسط"" التي تضم 23 دولة؛ بهدف الحفاظ على تراثنا الطبيعي والثقافي، وكذلك استغلالها في التنمية والنهضة والتطوير والتعليم. وبالتزامن مع المعرض، الذي نظمته حديقة القرآن النباتية في قطر بعد نجاحه في عدة دول في الشرق الأوسط والخليج، ستقدم مكتبة قطر الوطنية العديد من المخطوطات والصور الفوتوغرافية والكتب النادرة المرتبطة بالموضوع، إلى جانب مجموعة من النماذج المصغرة التي تصور أبرز الحدائق المهمة في الأندلس، وكذلك العديد من أجهزة الشم المتنوعة التي تتيح للزائرين استنشاق رائحة بعض أنواع النباتات المستخدمة في هذه الحدائق في ذلك الوقت.
يتضمن المعرض سلسلة من الأبراج التي يبلغ طول كل منها 3 أمتار وتعرض أنواع النباتات، والرسومات التاريخية، والأوراق النباتية القديمة التي تشير إلى الحدائق والبساتين والمنشآت في عصور الأندلس. وتجسد هذه الأبراج "ملاقف الهواء" التي كانت سمة شائعة في العمارة التقليدية لشبه الجزيرة العربية، وكانت وسيلة طبيعية لتهوية المباني وتبريدها. وتعكس هذه النماذج اختلاف أنواع الحدائق والطواحين المائية في عصر الأندلس.
وحول هذا المعرض، علّقت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي للمكتبة: "تحظى الحدائق والطبيعة الخضراء بأهمية كبيرة في الإسلام، وتعكس حدائق الأندلس جانبًا فريدًا من الثقافة العربية والأوروبية، وهذا المعرض الفريد من نوعه يستكشف الجوانب النباتية والمعمارية والعلمية والروحية والفنية لهذه الحدائق، مُقدِّمًا نظرة كلية وشاملة لهذه الإبداعات الثقافية والتاريخية المهمة".
ومن جانبها، قالت آدا روميرو، منسق المجموعات الخاصة والمعارض في المكتبة: "يقدم المعرض لزائري المكتبة فرصةً للتعرف على المنهج الفريد للحضارة الإسلامية في الحفاظ على الطبيعة. ويتيح تصميم المعرض ومحتواه للزائرين التعرف على الترابط التاريخي بين إسبانيا وقطر والعالم الإسلامي بأسره. إننا ندعو الجميع لزيارة المعرض، والاستفادة من مصادر المكتبة المختلفة ومرافقها المتطورة".
وتحدث الدكتور شريف عبد الرحمن جاه، رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد، عن المعرض قائلًا: "كان عصر الأندلس بمثابة مختبر حقيقي لدراسة ونشر العلوم الإسلامية التي ألهمها القرآن الكريم، وواحدًا من أروع النماذج على التعايش السلمي بين الثقافات. ولهذا تعتبر مؤسسة الثقافة الإسلامية معرض حدائق الأندلس الصورة المجازية التي تساعد على استعادة بذور القيم الكامنة في الإسلام، وتدعو كل المسلمين في شهر رمضان الكريم لإحياء الرسائل التي جاءت في القرآن الكريم، من تكريم قيمة الأمة العربية والإسلامية والحاجة إلى استعادة توازنها ومكانتها بين أمم العالم".