هذه واحدة من أهم الخرائط في تاريخ رسم الخرائط لدولة قطر، ففيها عودة رسم شبه جزيرة قطر على الخرائط التجارية بعد غياب دام 227 عامًا. ويمكن رؤية أسماء أماكن قطرية على الخرائط مثل قلعة الزبارة، وخور حسن، وجزيرة راس رَكَن.
لطالما كانت قطر مكانًا معروفًا على الخرائط منذ عهد الجغرافي اليوناني كلوديوس بطليموس، قبل ما يقرب من ألفي عام. وكانت شبه جزيرة قطر حاضرة في الخرائط منذ عام 1548 إلى عام 1596، وكانت خريطة الهولندي يان هايجن فان لنشويتن منذ رسمها في عام 1596 حتى نشرها في عام 1813.
يطرح السؤال نفسه: لماذا اختفت قطر على نحو غامض من الخرائط لأكثر من قرنين؟ يرى كريستوفر ألاريو، أخصائي الخرائط التاريخية بمكتبة قطر الوطنية، أن أحد الأسباب هو المياه الضحلة التي أبقت السفن الهولندية والبريطانية الكبيرة بعيدة عن سواحل قطر، فلم تتمكن من رؤيتها وهي تبحر في المياه العميقة في الخليج العربي.
إلا أن البرتغاليين الذين رسموا الخرائط السابقة قبل الهولنديين، كانت لديهم قوارب صغيرة استطاعوا بها الاقتراب من سواحل قطر ورسمها، ويبدو أن الخرائط من القرن الرابع عشر كانت برتغالية المنشأ أما الخرائط اللاحقة فكانت من بعثات بريطانية وهولندية ولا تظهر فيها قطر.
جدير بالذكر أن هذه الخريطة عندما نشرت في لندن كانت حملة بركس الشهيرة، التي كانت أول حملة تمسح الخليج العربي وقطر بالكامل للمرة الأولى، لا تزال تقوم بعملها.
يمكنكم القيام برحلة إلى الماضي مع الخرائط عبر كتاب جيري بروتُن « A History of the World in 12 Maps » (تاريخ العالم في 12 خريطة) للتعرف أكثر على الخرائط التاريخية الشهيرة، وهو متاح بصيغة إلكترونية قابلة للتنزيل من على OverDrive. يُقدم كذلك كتاب «The men who mapped the world: the treasures of cartography » (الذين رسموا خرائط العالم: كنوز الخرائط) للمؤلف بو ريفنبيرغ، نبذة حافلة بالمعلومات حول أهمية الخرائط وتطورها.
بالطبع لدينا اليوم مجموعة كبيرة من الخرائط الأصيلة والمعتمدة، ومن أشهرها أطلس للشرق الأوسط ""Atlas of the Middle East من إعداد مجلة ناشيونال جوغرافيك الذي يحتوي على خرائط متعمقة وتفصيلية للمنطقة وشعوبها وتاريخها من خلال عشرات الخرائط الملونة.
إضافة تعليق جديد