تعدّ غابات المانغروف (القرم) في قطر إحدى العجائب البيئية في البلاد وهي خزان الكربون الذي يحمي الأرض ويساعد على تجديد الحياة في الخليج. وتعتبر أشجار المانغروف نظامًا بيئيًا نادرًا جدًا، حيث تشكّل أقل من 1٪ من جميع الغابات الاستوائية، وأقل من 4٪ من الغابات العالمية، على الرغم من وجودها في 123 دولة. ومع ذلك، فقدت بعض البلدان 40٪ من أشجار المانغروف في الأربعين سنة الماضية. وعليه، تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مؤتمرها العام، في 26 من يوليو، باليوم الدولي لحفظ النظام الإيكولوجي لغابات المانغروف، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذه الأشجار وتشجيع الحفاظ عليها. وبهذه المناسبة، ندعوكم للاطلاع على كتاب "أشجار القرم في قطر" من إعداد المهندس عبد الله إبراهيم السادة الذي يقدّم المزيد من المعلومات حول هذا الإرث البيئي النادر.
وتوجد معظم غابات المانغروف في دولة قطر، على طول الساحل الشرقي - وأكبر تلك الغابات توجد في منطقة الذخيرة شمال مدينة الخور، وتتكون من أنواع مختلفة مثل مارينا ابن سينا، المعروفة أيضًا باسم المانغروف الرمادي. وتنتمي أشجار المانغروف إلى 2٪ من النباتات الموجودة على الأرض والقادرة على العيش في المياه المالحة، ويعود ذلك إلى وجود جذور هوائية متخصصة ترتفع من الطين مما يسمح لها بالتنفس على الرغم من الرواسب الكثيفة المشبعة للمياه حيث تنمو، ولذلك فإنها تصنف من النباتات الملحية (الهالوفايت).
وتدل مقاومة أشجار المانغروف للظروف البيئية القاسية على أهميتها وضرورة حمايتها، لكن بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأشجار ذات فائدة كبيرة للإنسان، حيث تخزن كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون في جذورها، وأغصانها وأوراقها وكذلك في ركائز الأنزيمات التي تنمو عليها. وعلى الجانب الآخر من هذه الميزات التي تملكها أشجار المانغروف، فإنها وفي حال تدميرها، تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي مجددًا. وتشير تقديرات اليونسكو إلى أن تدمير غابات المانغروف، يمثل ما يصل إلى 10٪ من الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن أشجار المانغروف تغطي فقط 0.7٪ من الأراضي. ليس ذلك فحسب، بل تقترح اليونسكو أن هكتارًا واحدًا من أشجار المانغروف يمكنه تخزين 3,754 طنًا من الكربون، أي ما يعادل إزالة 2650 سيارة من الطرق لمدة عام واحد. وفي إحدى الدراسات التي أجراها الباحث تشارلز نيانجا، تحت عنوان "دور غابات المانغروف في إزالة الكربون من الغلاف الجوي"، أشار الباحث إلى أن غابات المانغروف قادرة على تخزين ما يصل إلى أربعة أضعاف الكربون الذي تستطيع الغابات البرية تخزينه.
وإلى جانب تأثيرها على غلافنا الجوي، تعد غابات المانغروف مهمة أيضًا لضمان بقاء الثروة السمكية بشكل آمن حيث تعد المساحات الصغيرة المتشابكة بين جذورها أماكن مثالية لنمو زريعة الأسماك والقشريات، بعيدًا عن الحيوانات المفترسة الكبيرة، مما سيقود بالتالي إلى زيادة الثروة السمكية في المياه العميقة كذلك. وتعمل جذورها أيضًا كأوراق فصل وترشيح تمنع الشعاب المرجانية في المياه العميقة من أن تغمرها الرواسب، وفي بلد مثل قطر - حيث الغطاء النباتي الطبيعي قليل - توفر غابات المانغروف مساكن مهمة للحشرات والطيور والثديّات، مما يساهم بشكل أكبر في التنوع البيولوجي داخل البلاد.
أخيرًا، يمكن لغابات المانغروف، أن تساعد في حماية الأرض والتخفيف من آثار موجات التسونامي. ففي أعقاب تسونامي عام 2004 الذي دمر جنوب شرق آسيا وقتل أكثر من 220,000 شخص، وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة كيوتو في اليابان أن غابة المانغروف التي يبلغ طولها 100 متر، يمكن أن تقلل من الدمار الناجم عن تسونامي بنسبة تصل إلى 90٪. فيما كانت الأبحاث الأخرى أكثر تحفظًا، لكن الجميع يتفق على التأثير الإيجابي لغابات المانغروف وقدرتها على إضعاف قوة الأمواج وتقليل الخسائر في الأرواح البشرية.
وتضمّ مكتبة قطر الوطنية مجموعة من الكتب المطبوعة والمصادر الإلكترونية لمعرفة المزيد عن البيئة والأهمية البيئية لغابات المانغروف ومنها التالي:
Sensitivity of Mangrove Ecosystem to Changing Climate [electronic resource] / by Abhijit Mitra.
Mangrove Ecosystems [electronic resource] : Function and Management / edited by Luiz Drude Lacerda.
Tropical mangrove ecosystems [electronic resource] / A.I. Robertson and D.M. Alongi, eds.
https://www.qnl.qa/en/library-services/become-a-member
تفتح المكتبة أبوابها من الأحد إلى الخميس، من 8:00 صباحًا إلى 8:00 مساءً، وأيام الجمعة من 4:00 إلى 8:00 مساءً. العضوية المجانية متاحة عبر الإنترنت على https://www.qnl.qa/en/library-services/become-a-member أو قوموا بزيارتنا في المكتبة.
إضافة تعليق جديد