يحتفل العالم في 21 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهو يوم دولي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2002 وذلك لتعزيز دور الثقافة والحوار بين الثقافات كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي. ويمثل هذا اليوم العالمي فرصة للاحتفاء بتنوع ثقافات العالم بجميع أشكالها بما في ذلك التراث الثقافي المادي وغير المادي فضلاً عن أشكال التعبير الثقافي والإبداعي المختلفة. واكتسب هذا اليوم أهمية خاصة بعد اعتماد الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وذلك لأن تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة يعتمد بشكل أساسي على ضرورة انخراط ثقافات العالم المختلفة في حوار من أجل التنمية وتحقيق السلام الدولي وتعزيز أواصر التفاهم المتبادل واستفادة جميع سكان العالم من التنمية المستدامة بمختلف أشكالها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
أما بالنسبة لدور الثقافة في تحقيق السلام، وفقًا للأمم المتحدة، فإن ثلاثة أرباع الصراعات في العالم لها أبعاد ثقافية. لذلك، فإن تحقيق السلام الدولي يتطلب حوارًا يحترم ثقافة الآخر الأمر الذي يمكن أن يجسر الهوة بين الثقافات بما يحقق الاستقرار الاجتماعي والنفسي والفكري ويساعد سكان المجتمعات على عيش حياة أكثر سلامًا ورفاهية. وتسهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في إتاحة الفرصة أمام المبدعين لخلق حوار ثقافي بين الحضارات من خلال الاستخدام الإبداعي لهذه الوسائل لعكس ثقافتهم الخاصة وإيصالها للعالم، الأمر الذي يسهم في التعريف بالثقافات المختلفة وبلوغ التفاهم والاحترام المتبادل ويساعد في القبول بالتنوع الثقافي والإقرار به.
وتضمّ مكتبة قطر الوطنية مجموعة واسعة من الكتب والمصادر بعدة لغات تسلّط الضوء على مختلف ثقافات العالم وتسهم في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي والتعريف بالنتاج الفكري والأدبي والإبداعي والموروث الثقافي لمختلف الحضارات. كما تضمّ المكتبة أيضًا مجموعة من محطات الإبداع التي تشكّل بيئة خصبة للمبدعين للتعبير عن إبداعاتهم من خلال التصوير والمونتاج الفوتوغرافي وتحرير الفيديو والتسجيل والتحرير الصوتي فضلاً عن أجهزة للطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الأدوات الإبداعية لصناعة ونمذجة مجموعة مختلفة من التصاميم وإنتاج مخرجات مختلفة من أشكال التعبير الإبداعي والثقافي.
إضافة تعليق جديد