القراءة والكتابة صنوان، فكلاهما نتيجة للآخر، فمن لم يقرأ لن يكتب، ومن لم يكتب لن يُقرَأ. فالمعرفة إن لم تدون بالكتابة فإن مصيرها العدم والفناء. ولا أدل على الصلة الوثيقة بينهما من القرآن الكريم فجاء ذكر القلم في الآية الرابعة من أولى سور القرآن الكريم التي تحث البشر على القراءة والتعلم، في تأكيد على أهمية الكتابة ليس فقط للتعلم وإنما لحفظ أوعية المعرفة: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾ [سورة العلق]
وعالم لا يكتب فيه أحد بلا ريب عالم موحش مقفر، بل لا نبالغ لو قلنا إنه سيكون عالمًا تتوقف فيه عجلة الحياة ذاتها، ولا تقوم فيه للبشر حضارة أو عمران. فإذا كانت القراءة تكسبك حياة أخرى عاشها الآخرون، فإن الكتابة في واقع الأمر هي التي تسطر هذه الحياة وتحفظ تفاصيلها من الاندثار. فليس ثمة نشاط إنساني تتجلى فيه الإنسانية في أرقى صورها من فعل الكتابة، فهي الموهبة التي لا يضارعنا فيها أي مخلوق ويجدر بمن يبحث عن الفوارق التي تميز البشر عن الكائنات الأخرى أن يجعل الكتابة في صدارة القائمة!
ربما يتصور البعض أن مكتبة قطر الوطنية لا تهتم بالكتابة بقدر اهتمامها بنشر ثقافة القراءة أو المعرفة، غير أن الكتابة تحظى بقسط وافر من اهتمام المكتبة وعنايتها. وعندما تدلف عبر مدخل مكتبة قطر الوطنية، فإن أول ما يطالع عينيك هو مجسم للآيات التي يقسم بها رب البشر بما يكتبه البشر: ﴿ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [سورة القلم: 1] وذلك تجسيدًا لقناعة المكتبة بحقيقة بديهية وهي أن ثقافة القراءة لن يكتب لها الازدهار حتى نسقي ثقافة الكتابة فيونع ثمرها ويتفتح زهرها وتؤتي ثمارها.
محطة مهارات الكتابة والتواصل
ليس هناك ما يبين على حرص مكتبة قطر الوطنية وعنايتها الشديدة برعاية مهارات الكتابة لدى جميع الأعمار من إنشاء قسم متخصص في تنمية هذه المهارات يحمل اسم "محطة مهارات الكتابة والتواصل". وتعقد هذه المحطة بانتظام العديد من الجلسات والورش التدريبية لتطوير مهارات الكتابة في مختلف التخصصات والمجالات وذلك في أجواء إيجابية محفزة وملهمة.
من هذه الجلسات والورش حلقات الكتابة للكبار واليافعين باللغتين العربية والإنجليزية لمناقشة الأفكار الملهمة وتبادل الحديث حول رحلة الكتابة، والأساليب الاحترافية لتحسين السيرة الذاتية أو خطابات التقديم للوظائف، والصفحة المهنية على موقع لينكد إن وطلبات الالتحاق بالجامعات، ومهارات كتابة الأبحاث العلمية والأكاديمية ليقبلها ناشرو الدوريات الأكاديمية.
بجانب الفعاليات، تقدم المكتبة للأعضاء إمكانية طلب موعد مقابلة للحصول على الدعم في كتابة المقالات والأطروحات والبحوث وخطابات التقديم والمقترحات البحثية وكتابة البريد الإلكتروني والخطابات والكتابة الإبداعية.
تقدم محطة مهارات الكتابة والتواصل عبر هذه المقابلات وورشها المختلفة لجمهور المكتبة إرشادات صياغة الموضوع البحثي، والبحث عن المراجع واستخدام قواعد البيانات للعثور على المصادر الإلكترونية، وتنظيم الكتابة، والاقتباس وذكر المراجع، والقواعد اللغوية والأسلوبية، ومهارات التحرير، وتجهيز العروض التقديمية ومخاطبة الجماهير.
كتب ومراجع حول الكتابة
تزخر مجموعات المكتبة بالعديد من المراجع المطبوعة والإلكترونية والرقمية حول مهارات الكتابة بالعربية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تعلم كتابة التعبير والإنشاء بسهولة ويسر / تأليف عصام يوسف
- الدليل المختصر في كتابة البحوث والرسائل والأطاريح العلمية. تأليف: الأستاذ الدكتور عامر محمد ابراهيم، المهندس محمد عدنان محمد، المهندس وسام عماد عبد الغني
- الكتابة للوسائط المتعددة وغرف الأخبار المدمجة. تأليف: الأستاذ الدكتور أحمد حسن السمان
- مهارات التأليف في الكتابة: الأسس النظرية والتطبيقات. تأليف: الدكتورة عفاف حامد يوسف
- فنون الكتابة ومهارات التحرير العربي. تأليف: الدكتور كمال زعفر علي
- الكتابة فن حياة. تأليف: الدكتور فهد خليل زايد، كلية تدريب عمان، الدكتور محمد صلاح رمان
- فن الكتابة والتعبير. تأليف: الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود خليل كلية الآداب-الجامعة الأردنية، الدكتورة امتنان عثمان الصمادي كلية الآداب-الجامعة الأردنية
- الإلقاء والتحرير العربي ومهارات الكتابة. تأليف: الدكتورة أزاهر محي الدين الأمين
- أسس ومهارات الكتابة للصورة والتقرير التلفازي. تأليف: فيصل حسن مطر
- الكتابة الوظيفية والإبداعية: المجالات، المهارات، الأنشطة والتقويم / ماهر شعبان عبد الباري.
إضافة تعليق جديد