نحن الآن في منتصف موسم تعشيش السلاحف في قطر، ويصادف هذا الشهر أيضًا اليوم العالمي للسلاحف البحرية الذي يوافق 16 يونيو في كل عام.
تُعدّ شواطئ قطر ومياهها موطنًا لأربعة أنواع من هذه الحيوانات المميزة التي تسافر عبر المحيطات، وهي السلحفاة الخضراء، وسلحفاة منقار الصقر، والسلحفاة الزيتونية "أوليف ريدلي"، والسلحفاة ضخمة الرأس، بالإضافة لأنواع أخرى من السلاحف التي تمرّ بشواطئ قطر أحيانًا.
ومن المثير للدهشة، أن السلاحف البحرية كانت موجودة على كوكب الأرض منذ حوالي 100 مليون سنة، أي قبل حوالي 20 مليون سنة من وجود الديناصور ريكس على الأرض، وهي موجودة في جميع أنحاء العالم، خصوصًا في المياه الدافئة.
لكن نوعًا واحدًا فقط من السلاحف الموجودة في منطقة الخليج العربي يضع بيضه في قطر، وهي سلحفاة منقار الصقر، حيث تضع كل أنثى ما بين 75 إلى 100 بيضة في أعشاشها على رمال الشواطئ الشمالية في قطر.
ويُمكن التعرّف على سلحفاة منقار الصقر من خلال شكل فمها المميّز الذي يشبه منقار الصقر وحواف صدفتها (الدرع الموجود على ظهرها) التي تبدو مسننة. وتعتمد السلاحف على الرمال الدافئة لاحتضان بيضها، ويعتمد جنس صغار السلاحف على درجة حرارة الرمال.
وبعد حوالي شهرين من وضع البيض، تفقس السلاحف الصغيرة وتتحرك بشكل غريزي عبر الشاطئ حيث تصبح فريسة سهلة للطيور البحرية والثعالب. وعند وصولها إلى البحر، تواجه صغار السلاحف عددًا لا يحصى من المخاطر في السنوات القليلة الأولى من حياتها من الطيور والأسماك. وحتى عندما يكتمل نموها، يمكن أن تقع السلاحف فريسة للحيوانات البحرية الكبيرة والمفترسة مثل أسماك قرش النمر وأسماك قرش الثور، وكلاهما يعيش في مياه الخليج العربي.
لكن الأهم من ذلك، هي المخاطر التي يشكّلها البشر على حياة السلاحف. ففي جميع أنحاء العالم، أصبحت سلاحف منقار الصقر الآن معرضة للخطر الشديد، مع فقدان البيئات المناسبة، والتلوث، والصيد غير المشروع، والوقوع في شباك الصيد وغيرها من القمامة والمخلفات التي يتم التخلص منها في البحار والمحيطات، مما يشكّل أخطارًا جسيمة على بقاء هذا النوع من السلاحف.
أما في دولة قطر، فإن حياة السلاحف البحرية محمية بموجب القانون، حيث يتمّ إغلاق شاطئ فويرط، الذي يُعدّ أحد مواقع التعشيش الرئيسية للسلاحف، بالكامل أمام الجمهور خلال موسم التعشيش الذي يمتد من 1 أبريل إلى 1 أغسطس في كل عام. كما تخضع الأعشاش الموجودة في مواقع أخرى للمراقبة ويجري نقلها في بعض الأحيان، وتُطلق السلاحف الصغيرة في مياه الخليج بمجرد فقسها.
وبما أن سلاحف منقار الصقر من الحيوانات آكلة اللحوم، فبمجرد وصول السلاحف الصغيرة إلى البحر تتغذى على القشريات الصغيرة وبيض الأسماك. ومع نموّها، تتدرج السلاحف لتناول كائنات بحرية أكبر مثل قنديل البحر والمرجان والإسفنج وقنافذ البحر والحبار. وتصل السلاحف إلى مرحلة البلوغ بمجرد أن يصل طول صدفتها، أو درعها، إلى ما بين 65 إلى 95 سم، وبحسب توفّر الطعام، قد يستغرق ذلك ما بين 10 إلى 30 عامًا، تصبح بعدها السلاحف قادرة على التكاثر، والعودة إلى الشواطئ التي فقست فيها وبدأت حياتها أول مرة لتبدأ دورة جديدة من الحياة.
لمزيد من المعلومات حول السلاحف البحرية، زوروا المكتبة للاطلاع على مجموعتنا الواسعة من الكتب والمصادر المطبوعة، كما يمكنكم الاطلاع على مصادرنا الإلكترونية المتاحة مجانًا لأعضاء المكتبة عبر الإنترنت. وهذه قائمة ببعض الكتب المقترحة حول هذا الموضوع:
- السلاحف البحرية في دولة قطر / دكتور جاسم عبد الله الخياط، دكتور محسن عبد الله العنسي
- السلاحف المائية / فادي غليون
- السلاحف البحرية/ تأليف ميريام بوش جوين؛ ترجمة ماهي عاطف صلاح الدين
- السلاحف البحرية في الكويت / تأليف سالم ياسين المهنا، روبن هـ. ميكنز؛ ترجمة سالم ياسين المهنا؛ مراجعة موضي ناصر بورسلي
- السلحفاة: التاريخ الطبيعي والثقافي / بيتر يونغ؛ ترجمة هيثم جودت نشواتي؛ مراجعة أحمد خريس
إضافة تعليق جديد