صُنع هذا الأسطرلاب النحاسي، الذي يبلغ قطره 13 سنتيمترًا، في القرن الثالث عشر الميلادي تقريبًا في مدينة بلنسية بالأندلس، إسبانيا حاليًا. والأسطرلابات في حقيقة الأمر أشبه ما تكون بحاسبات بدائية كانت تستخدم لتحديد الوقت وإجراء المسح وتحديد موقع مكة المكرمة لمعرفة اتجاه القبلة أثناء الصلاة، وبشكل عام لتحديد الزمان والمكان. وتتكون الأسطرلابات من صفائح نحاسية متداخلة تعطي قراءات فلكية عند اصطفافها وفقًا للرموز المنقوشة عليها.
يُعتقد إن اليونان القدماء هم أول من اخترع الأسطرلاب، فالمقطع "أسطر" من كلمة aster التي تعني "نجمة" باللغة اليونانية أما كلمة "لاب" فهي من كلمة "لابين Labin" التي تعني "يأخذ"، ثم طوره المسلمون بعد ذلك في بداية العصور الوسطى. واستخدم الأسطرلاب لتحديد أوقات الصلاة واتجاه القبلة، وأقدم أسطرلاب باقٍ حتى الآن يرجع تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي أي ينتمي إلى الحضارة الإسلامية.
كانت الأندلس في العصور الوسطى في طليعة البلدان في مجال العلوم والاختراعات، وفي بوتقتها امتزجت إسهامات العلماء والمفكرين والكتاب المسلمين والنصارى واليهود في فترة لا نظير لها في تبادل الفكر والمعرفة.
اعرف المزيد
كان للأسطرلاب دور كبير في الملاحة، وبفضله عرف البحارة طريقهم في المحيطات والبحار ووصلوا إلى أصقاع نائية من كوكب الأرض كالهند والأمريكتين. يمكنك معرفة المزيد عن هذا الموضوع في كتاب "الملاحة عبر العصور" لدونالد لاونر المتاح للاستعارة في مجموعتنا الرئيسية.
يمكنك حمل هذا الأسطرلاب في راحة يدك، وبالتأكيد فإن القدرة على حمله ونقله من مكان لآخر كانت ميزة مهمة ومطلوبة، لكنه على صغر حجمه فقد أحدث تحولًا جوهريًا في قدرة الإنسان على السفر والترحال. الأسطرلاب ليس الاختراع الوحيد الذي تفوق أهميته حجمه بكثير. اقرأ كتاب "تاريخ العالم في 100 أثر" للكاتب "نيل ماكجريجور.
إضافة تعليق جديد