احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر، نظمت مكتبة الأطفال تحديًا للكتابة الإبداعية باللغتين العربية والإنجليزية. اقرأ الوصف الكامل لتحدي الكتابة هنا. إذا كان أطفالك مهتمون بكتابة القصص، فإن هذا المقال يمثل نقطة الانطلاق لإلهامهم ومساعدتهم على تشكيل أفكارهم حول القصة التي يريدون روايتها وإرشادهم أثناء الكتابة من خلال المصادر المذكورة أدناه.
المركز | الاسم | عنوان القصة |
الأول | عائشة سعيد طالب دهمان | نفق الحياة |
الثاني | زياد محمد العريفي | الباب المفتوح |
الثالث | فهد مسعود نابينا | لم يكن بابًا عاديًا |
نفق الحياة
بقلم/عائشة سعيد طالب دهمان
في الإجازة الصيفية الماضية، ذهبت مع عائلتي إلى البوسنة لقضاء عطلة ممتعة والاستمتاع بطبيعتها الجميلة، وعند وصولنا قمنا بجولة مع مرشدنا السياحي وزُنا العديد من الأماكن الجميلة فيها، حيث ركبنا التلفريك فوق جبال البوسنة الخضراء، ثم قمنا برحلة بحرية في قارب صغير، بعد ذلك تناولنا طعام الغداء في أحد حدائق البوسنة الرائعة بين الجداول والأنهار في جو أسري دافئ.
في اليوم التالي أخذنا المرشد السياحي لزيارة متحف نفق الحياة، هذا النفق الذي حفره البوسنيون ليساعدهم في نقل الطعام والسلاح أثناء الحرب، تجولنا فيه ورأينا صوراً للأبطال الذين حفروه والأدوات التي استخدموها لحفر هذا النفق. كان هذا المكان ملكاً لسيدة عجوز جعلتهُ مزارًا للسياح ليتعرفوا من خلاله على هذه الفترة العصيبة التي مرت بها البوسنة.
جلسنا في أحد غرف المتحف لنشاهد عرضًا مصورًا يشرح لنا كيف تم حفر النفق وكيف استخدموه. فجأةً! شعرتُ برغبة في الذهاب إلى دورة المياه، عند خروجي من دورة المياه لاحظت أن المتحف خاليًا من الناس، شعرت بالخوف الشديد، أين ذهب الجميع يا ترى؟! ركضت يمينًا وشمالاً للبحث عن أسرتي ولكن لا أحد هناك! بحثت في كل مكان لكن دون جدوى. وفي أثناء بحثي وجدتُ بابًا كبيرًا قديمًا بُني اللون، يظهرُ من أطرافه نور ساطع، فاتجهت نحوه وفتحته بكل حذر، فغمرني بنورٍ قوي لم أستطع أن أفتح عيني بسببه. شعرت وكأن شيئًا يسحبني إلى الداخل. فتحت عيني فوجدت طائرات حربية تحلق في السماء وتُسقط القذائف في كل مكان، ورأيت جثثًا ملقاة على الأرض ودماء في كل مكان، وأناس يركضون من الهلع لا يعرفون أين يذهبون، وأصواتُ أطفال يبكون من الخوف، فبدأت بالبكاء والصراخ لطلب النجدة. سمعت صوتًا يناديني: تعالي يا عائشة خلفي، ولا تخافي. نظرت وإذا هي عجوز بوسنية تختبئ خلف جدار منهار من أثر القذائف. ركضت نحوها واختبأت خلفها، فقلت: أين أنا؟ ماذا يحدث؟! قالت إنها الحرب يا صغيرتي؟ أمسكت بيدي وقالت: تعالي معي ولا تخافي. سوف أخرجك من هذا المكان. أدخلتني إلى ممر مظلم تحت الأرض، رأيت فيه عربات وأشخاص يحملون الطعام والماء يعبرون من هذا النفق، ها قد وصلنا. قالت العجوز، هيا لنخرج.
خرجنا من النفق، فوجدتُ نفسي قد عدت إلى المتحف من جديد، قالت العجوز: الآن أصبحنا في أمان، فهذا منزلي. وفي هذه الأثناء شعرتُ بيد حانية تمسحُ على كتفي وصوت دافئ يقول: استيقظي يا صغيرتي، لقد انتهى العرض.نظرت فوجدت والدتي تبتسم فاحتضنتها بقوة، وقلت بصوت عال: الحمد الله لقد كان حلمًا! الحمد لله على نعمة الأمن والأمان. نظر إلي والدي وإخوتي باستغراب وأخذوا يضحكون علي ويقولون ماذا بك؟ هل رأيت كابوسًا؟!
في أثناء عودتنا من هذه الرحلة، حكيت لأُسرتي ما رأيته في الحلم وما شعرت به من خوف وهلع، فسمعني مرشدنا السياحي وأخذ يخبرنا بالعديد من القصص والأحداث المؤلمة التي وقعت في فترة الحرب، وحكى لنا كيف كان هذا النفق هو المتنفس الوحيد لأهالي البوسنة.
إضافة تعليق جديد