الخطاط: عبد الله الزهدي (توفي 1879) مصر، ما بين بداية إلى منتصف القرن العشرين الميلادي
يرجع تاريخ كسوة الكعبة المشرفة إلى عصر ما قبل الإسلام، ومنذ القرن الأول للهجرة، قام المسلمون بتزيين نسيج الكسوة بآيات من القرآن الكريم، مثل القطعة المعروضة هنا، التي صُنِعت في مصر في العقد الثاني من القرن العشرين بأمر من الملك فؤاد الأول الذي حكم مصر من عام 1917 حتى عام 1936.
وكان الخطاط عبد الله الزهدي أحد أعظم أساتذة الخط في أواخر العصر العثماني، ولا تزال خطوطه موجودة في الحرمين الشريفين وبعض الأماكن المقدسة. ومع أنه قد توفي قبل صناعة الكسوة بعقود، لكن عمله مستمر من خلال استخدام قوالب خطوطه.
الآية القرآنية في القطعة المطرزة هي الآية 125 من سورة البقرة:
﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾. في القرون الإسلامية الأولى، كانت الكعبة تغطى بطبقات من القماش الواحدة فوق الأخرى، غير أن هذه العادة قد توقفت في عهد الخليفة العباسي الناصر (622 هـ / 1225 م)، لأن الأقمشة كانت تشكّل حملًا ثقيلًا على بناء الكعبة. وقد استخدمت عدة ألوان مختلفة في قماش الكعبة في تلك الفترة، منها الأحمر والأبيض والأخضر حتى استقر الأمر في عهد الخليفة العباسي الناصر على تصنيع الكسوة من نسيج أسود يتم تغييره مرة واحدة كل عام.
ابتداءً من القرن الثالث عشر، كانت كسوة الكعبة تصنع في القاهرة حيث أنشئت مؤسسة خاصة تعمل على إنتاج نسيج الكسوة وتطريزه بالآيات القرآنية، ثم إرساله من القاهرة إلى مكة كل عام مصحوبًا بهدايا أخرى في موكب كبير يسمى "موكب المحمل". واستمر هذا التقليد حتى عام 1926 حيث انتقلت صناعة الكسوة إلى مكة المكرمة.
اعرف المزيد
اعرف المزيد عن تاريخ الكعبة المشرفة ومكة المكرمة وموسم الحج بزيارة المعرض الإلكتروني عن الكعبة المشرفة
إضافة تعليق جديد